تاريخ العائلة





شخصيات العائلة


حياة ضروب وفصول يقطف المرء ثمر مسيرته التي جبلها جاسم اشكناني بدأ حياته الدراسية في مدرسة خالد بن الوليد التي كان بها مدرساً في ما بعد بعدما حطت رحاله في مدرسة حولي المشتركة ومنها التحق في معهد المعلمين شق طريقه التربوي طالبا ومدرساً ووكيلاً وناظراً في عدة مدارس يحدثنا عنها في هذا اللقاء والذي يتخللها الحديث عن قهوة جده وأنحاء كثيرة من حياته فلنترك له ذلك:

ان قهوة جدي لم ادركها التي كانت على فرضة لكنني ادركت القهوة الثانية التي كانت في الصفاة وأما السيف الذي كانت القهوة القديمة التي أسسها جدي فلقد كان يطلق عليه «سيف كولان» أو فرضة كولان والسيف كان مقسماً على حسب البضائع التي كانت كولان أو البامية أو خضرة أو طروح خلال وهناك ابوام ماء... وجدي رضا تقي والوالد عباس والقهوة كانت تعرف بقهوة بوعباس لأن والدي الولد البكرله ويكنى به لذلك عرفت به والوالد عمل مع جدي وقد عمل في سنة 1904 وكان عند جدي بعير يستخدمه في خدمة القهوة حيث ينطلق به بعد صلاة الفجر الى الخارج في منطقة الشامية فيها تتوافر مياه القلبان ويأتي منها ماء ثلاث قرب لقهوته ويعود مروراً في بيت بن سليم فيه بقر فيأخذ حليباً ووقت مزاولة عمله هو بعد صلاة الفجر لأنه كان يقول البيع بعد صلاة الفجر فيه «بركة» أما قبلها فليس فيه بركة لذا كان يوجه سؤالاً لمن يأتيه أصليت الفجر؟ فإذا قال لا لم يبع له وكان هناك كثير من البحرية من أهل الابلام ايرانيين وعراقيين فلا يبيع الا بعد صلاة الفجر.

وأكثر من كان يأتي لجدي في قهوته نواخذة البلم من الايرانيين والعراقيين وبعض البحرية الكويتيين حيث انتهاء بعض أعمالهم مثل الطراريح والقهوة تغلق بعد صلاة العشاء... وكان مع جدي ابناؤه وكذلك اثنان يعملان عنده احدهما يطلق عليه «جونو» لأنه كلما طلب منه زبائن القهوة شيئاً قال لهم «جونو» أي روحي لك وأخي حمزة ادرك هذه القهوة.

الثانية

القهوة الثانية لجدي كانت في الصفاة وقد أجر في بناية حمد الحميضي والذي كان يقدمه في القهوة شاي وحليب والنامليت وكان للنامليت مصانع في الكويت بوشهري وبهمن وهو عبارة عن ماء وغاز وسكر والقناني وممنوع بيع النامليت إلا بإذن من البلدية... وقد ادخل جدي نسيبه معه في القهوة حجي زمون واسمه زمان محمد زمان ويطلق عليه زمون وهو زوج عمته ورفيق الوالد ودائماً معه رفيق عمر، من الصباح يفتحون القهوة إلى المساء وحجي زمون كان متخصصاً بالقداوة والوالد بالشاي وعندهم في فترة الصبح اربعة عمال أما في المساء فكانوا اثني عشر عاملاً.

الاتفاق

لم يختلف حجي زمون ووالدي طيلة عمرهما وهما وبعد أن توسعت الديرة وخف رواد القهوة حجي زمون فتح له محل فواكه أما والدي في الشتاء فذهب على تشاله مع جاسم القطامي الى عشيرج لبناء البيوت ثم عمل والدي في الميناء مع والد جاسم العنجري... وعلاقة أهلنا مع حجي زمون كانت وثيقة واصبحنا أهلا لانه تزوج عمتي.

التسكير

أغلقت القهوة 1951 بعدما توسعت الدولة وثمنت بيوتنا وخف الزبائن وهي القهوة التي في الصفاة.

سعود

فريج سعود الذي ولدت فيه موقعه اليوم البنك المركزي والمواقف من ناحية الجنوب ومسجد سعود هدم 1963 والتسمية نسبة الى سعود بن جابر بيت كان هناك وكان يوزع العيش وولده واخي حمزة ادرك هذا الوقت وواحد أنا قابلته اسمه محمد انكين خواله ابناء بهمن يقول كنت آخذ عيشا منهم وهو يقول كان والدي وخوالي لا يرضون على ذلك ويمنعونني يقول هذا العيش للفقراء لسنا محتاجين لكن هذا شقاوة منه لأنه صغير.

الجيران

نحن فريج سعود كل خمسة بيوت ملتصقة والسطح ليس له سور وجدي توفي سنة 1953 وجدي حين وفاته عمره 103 والجيران كان بينهم ترابط وجيرة طيبة، جيراننا العنجري وحمادة والسمكة والقطامي والنصرالله والعوضي محمد صالح جد فاروق العوضي لاعب القادسية واخواني ثلاثة وخواتي ثلاث.

الدراسة

أول مدرسة لي كانت خالد بن الوليد في جبلة محل سوق الذهب ومن زملائي جاسم المنصوري وعلي رجب وعبدالمحسن الحسيني مختار قرطبة وطالب ولد عمي وأحمد ومن المدرسين صالح شهاب .... وقد أخذني والدي لمدرس صالح... وقال صالح شهاب رحمه الله لنا «ترى باق لي شهر وأروح المدرسة المباركية ثم ذهب بي خارج المدرسة حيث لا يوجد مقصف في المدرسة وفي الخارج امرأة تبيع واشترى لي منها «ملبس» ولي مع استاذ محمد سعيد حالوب واستاذ صفوة قصة».

حالوب

استاذ محمد سعيد حالوب صفعني «طراق» في مدرسة خالد بن الوليد لم انسه لأنه كان مؤلماً شعرت بالونين في اذني دارت الايام ومرت وأنا كنت ناظراً في مدرسة أبوهريرة في منطقة الجهراء جاءني رجل عود وكان في عام 1985 والظاهر كان اخر سنة له وقد كبر وظهرت عليه علامات كبر ولما قرب مني اعطاني ورقة نقل وجلست بجانبه واستغرب من استقبالي له وسلمت عليه استدعيت الاستاذ محمد عقيلة وقلت له لا تعطيه أكثر من ست الى ثماني حصص والنصاب كان بالأول 24 حصة ويأتيه انتظاران 26 او يصل الى 28 أقل مدرس يأخذ 24 حصة واستغرب من هذا الجدول المخفف لكن قلت له يااستاذ قف اريد ان اصفعك «أضربك طراق» وهو رجل كبير ونحن شباب وقد استغرب استاذ محمد عقيلة ثم قمت قبلت مرتين خده وقلت له انت سنة 1953 كنت تدرس في مدرسة خالد بن الوليد لغة عربية واعطيتني محفوظات «أناشيد» وأنا لم أسمع وضربتني على خدي «طراق» وجئت البيت وبكيت ثم جاءك والدي وقال استاذ لا تضرب جاسم، جاسم عزيز علي أنا فاقد جاسم ولا ارضى عنه... لحظات أخذ يستعيد الذاكرة وقال فعلاً أتذكر هذا الموقف والأب الذي اتى لهذا الموضوع... وبعد ذلك أخذت أتعامل مع استاذ محمد حالوب معاملة الولد لأبيه.

صفوة

صفوة مدرس اجتماعيات مصري شديد، عصاته لا تقع من يده رحمه الله توفي اذا مشى في الساحة حتى وهو في غرفة المدرسين عصاه بجانبه... استاذ محمد الفنشاوي ارسلني وهو مدرس رياضيات قال لي آت بطباشيرة بيضاء وأخرى خضراء في مدرسة حولي وأنا آت بطباشيرة اذا هو في وجهي وقال لماذا متأخر؟ قلت له لست متأخراً الاستاذ محمد الفنشاوي مدرس الرياضيات ارسلني لآتي بطباشيرة وهذه بيدي... واصر على انني متأخراً وقلت له أنا ساكن في ميدان حولي وأتيت بالباص أنا كنت ألعب كرة وعندي شجاعة في ابداء رأيي - وقلت معي يوسف الطخيم وعيال طخيم معروفين حاولت أن أقنعه وأصر على ضربي وفعلاً ضربني عصايين وشعرت بالألم وأنا كبدي تقلبت وجئت وقلت لاستاذ محمد الفنشاوي وخرج له وقال لماذا ياصفوة تعمل هذا أنا وأرسلته وكان ذلك سنة 1960 ثم دارت الأيام وجاء وأنا ناظر في الجهراء سنة 1981 وكانت في ذلك الوقت ينقلون المدرسين الى منطقة الجهراء والأحمدي وأم الهيمان جاء الي وأنا ناظر وجلس ومعه كتاب النقل وعرفته وبعد السلام قال أنا مدرس اجتماعيات قلت لاستاذ محمد عقيلة اعطه الجدول ثم قلت له الا تتذكرني قال لا، قلت له افتح مثلما قال لي حين ضربني وكان عندي عصاة اخوف بها الطلبة فقلت: افتح يديك، قال لماذا، قلت: أريد أن أضربك «زي ما قلت لي افتح يدك»، وأنا كنت ناظراً وهو يريد أن أقبله في المدرسة حتى يجدد له عقد وظيفة التدريس، ففتح يده وهو مستغرب ثم قمت قبلت يديه وقلت له قصة الطباشيرتين قال أنا قلت نعم انت وعصاتك هذه ربتني وعلمتني وأنا الآن عندي 1800 طالب، 53 فصلا كثافة كبيرة وأنا اليوم لا أضرب أي طالب حتى أتأكد منه هو مذنب وغلطان أم لا، وآخذ الكلام من الطالب وليس من الآخرين ولقد استفدت في الموقف الذي صار.

البيت

نحن كنا في بيت واحد مع أبناء عمي يوم كنا في جبلة كانوا أربعة اخوان عمامي وحتى يوم ذهبنا إلى ميدان حولي في بيت واحد عام 1953 وبيت جبلة بيع بمبلغ «لك» أي مئة ألف وبيتنا أربعة آلاف متر في ميدان حولي، وكان بيتا كبيرا مفتوحا ليس بين أعمامي طوفة إلا عمي بوطالب عمي صغير والبيت معروف له كراج باب... وتغير ميدان حولي عما كنا في جبلة قمنا نلعب غير اذكر اننا كنا نلعب كرة قدم حيث تغيرت الألعاب لدينا لأن وجدنا براحات فسيحة أسسنا فريق كرة قدم اسميناه «الشعب» وعملنا ملعبا خشبتين وحبل يربطهما، وكان الرئيس محمد عبدالرحمن بهمن وكابتن ولد عمي بويوسف وعلي شايب وإبراهيم الخشرم وكثير، وصار فريقا قويا كنا نلعب مع فريق الأمجد الذي شكل منه نادي القادسية، وكذلك نلعب فريق الندوة الذي شكل منه نادي العربي وكثير مما كان يلعب معنا ذهب لأندية الكويت والسالمية والعربي والقادسية.

الميزة

كانت مدرسة حولي مشتركة وفيها ميزة ان زملاء الدراسة يظلون معك طوال ثمان سنوات المرحلة الابتدائية والمتوسطة وتكون علاقة قوية، وكان دوامين «صبح وعصر» والمدارس تتكفل بالملابس والكتب والأكل.

المعلمون

أرادت وزارة التربية تكويت المرحلة الابتدائية، لذا أول قرار اتخذ طالب المرحلة المتوسطة اذا أنهى دراسته خير من ان يواصل المرحلة الثانوية أو يلتحق في معهد المعلمين، وأنا ذهبت للمعلمين وأول كلية كانت له هي حاليا المتحف العلمي ثم انتقلت إلى مدرسة صلاح الدين في شارع السور وأنا لم أدرك الأول لذا درست في التي في شارع السور ومن زملائي محمد الغانم وعبدالله عبدالنبي وخليل عيادة وأحمد الديين وسلمان الرضوان، ومن مدرسينا حمود الدومي والناظر يوسف عبدالمعطي والدوام فترة الصبح وكان ذلك من عام 1964 إلى 1968 وأعمارنا كانت من ثمانية عشر عاما وما يقاربها.

المواد

كل المواد كانت تدرس في معهد المعلمين اللغة العربية والانكليزية والتربية الإسلامية، وهناك مادة اسمها تربية عملية منفصلة، وأخرى مستمرة كل اسبوع تذهب مجموعة من الطلاب للمدارس ترى الأمر نظريا ثم تطبقه عمليا، كنا نجلس خلف الصف ونشاهد طريقة المدرس في التدريس ثم نأتي بعد اسبوع نحن المتدربين ندرس الطلاب. أذكر أول مدرسة درست بها في هذه المادة التربية العملية كانت المأمون في الشامية وهو أول تدريب عملي ثم مدرسة فهد العسكر.

التخرج

شاءت الأقدار أن أول مدرسة أدرس بها كانت خالد بن الوليد في الجبلة، وأول مدرسة أدرس بها حين تخرجي من معهد المعلمين هي خالد بن الوليد في حولي على الدائري الرابع الآن، وناظرنا شوقي عرفات، الوكيل صالح قدومي والنظام المعمول به كان تدريس فصل أي كلية المعلمين هيئتنا ندرس أربع مواد هو مدرس فصل وأذكر انني أخذت أول واحد وهم ثلاثون طالبا ويستمرون معك إلى رابعة ابتدائي، وإذا خلصت آخذ مجموعة أخرى، وهناك تقييم حصل بعد ذلك كل مدرس يأخذ المادة التي تميز بها ويدرسها بدل نظام الفصل الذي كنا ندرس به كل المواد، أنا أخذت مادة الرياضيات وكان أول مرة يطبق نظام الرياضيات المعاصرة، لذا أخذنا دورة في معهد المعلمين، كنا أكثر من 90 مدرسا على مستوى الكويت، أذكر ان ترتيبي في هذه الدورة كان (16) ومشينا في هذا النظام. وقد توفي ناظرنا شوقي عرفات وأتى ناظر أحمد الفليج مربٍ كبير وقد رشحنا للوكالة وصرت أنا وكيلا.

خيطان

فترة مدرسة خيطان كان معي علي العوضي ويوسف القطامي وعبدالكريم ابل ومحمود مهران وقد تأخرنا في حصولنا على ترشيحات النظار لأن وزارة التربية أصدرت منهجا جديد تأنيث مدارس البنين.

الرأي

ولأنني تربوي ومارست العمل التربوي مدرسا ووكيلا وناظرا ضد تأنيث المرحلة الابتدائية وقد كتبت تقريرا بذلك وسلمته للوزارة نفسها يوم كان وكيلها عبدالرحمن الخضري لأن الولد يخرج من البيت لأنه ناشئ في أحضان أمه ثم يذهب إلى المدرسة وايضا يقضيها في أحضان أمه فتشعر بوجود جو الأنوثة إذا كان بعض الطلبة يقلدون مدرساتهم بالمشية والحركات مثلما كنا نقلد مدرسينا في حمل العصا والمشي.

الجهراء

انتقلت إلى منطقة الجهراء التعليمية ناظرا في مدرسة أبوهريرة وكان أول مدير للمنطقة التعليمية بالجهراء هو رشيد الحمد سفيرنا الحالي بالقاهرة وحين ذهابي استدعاني رئيس قسم المرحلة الابتدائية عبدالله المرزوق الذي مازالت علاقتنا مستمرة إلى اليوم، وقال لي يا أستاذ جاسم ان العمل فيها يختلف عن منطقة حولي فحولي فيها الطلبة الفلسطينيون والمصريون كثيرون وبعض الكويتيين فعملك في مدرسة خالد بن الوليد يختلف ايضا عن العمل بالجهراء، وعندما جئت الجهراء وجدت الناس فيها راقية يحترمون المعلم بشرط أن المدرسة تحترم عملها، وكلما قدمت المدرسة للطالب نجد ذلك من أولياء الأمور من احترام وتقدير وتشجيع، لهذا كانت مدرستنا نظيفة من الداخل والخارج ولا أذكر سور المدرسة حينما صبغناه وزيناه قد تعرض للاتساخ بالكتابة عليه.

طابور الصباح

أنا شخصياً اهتممت بطابور الصباح حتى انني أخذت فيه شهادة حيث قمت بصبغ الساحة الأرضية (البلاطات) بلون أخضر وكان عندي أكثر من 45 فصلا وكل فصل يقف أمامه مراقب ويقف على اللون الأحمر والألوان مقسمة على المراحل الدراسية ونكتب على الأرضية رقم الصف وكل قطعة عليها اسم الطالب، فكل طالب يعرف مكانه وذلك يهيئ المدرسة لمعرفة عدد الغياب في الصف حيث ان مكانه يكون فارغاً.

المكشوف

أنا شعرت بما انني ناظر المدرسة ان هناك مللا من ناحية الطلبة حينما يكون الدرس في الفصل الدراسي الاعتيادي ففكرت في ما شاهدته في مدرسة صلاح الدين بالفصل المكشوف الذي يكون في الساحة أو الملعب فاستدعيت وكيل المدرسة محمد العريفان ومحمد عبدالمحسن الشيحان ومحمد عقيلة وزيد عماش وأستاذ فارس وصالح النبهان ومجموعة من المدرسين كانوا رجالا بمعنى الكلمة ومعهم فلاح العجمي أبولافي مدير المنطقة التعليمية ومساعد العجيمان أمين مخزن المدرسة لكنه الأب الروحي لها وأعطيتهم الصورة التي كانت في صلاح الدين وقاموا وطوروا الفكرة وجعلوها مدرجات في حديقة المدرسة عبارة عن تل طوله 8 أمتار وعرضه 5 أمتار وعملنا سبورة وطاولة للمدرس حسب المادة التي تدرس تحتاج أو لا تحتاج والصف كان مظللا وعليه غصون العنب والفواكه وأصبح هذا المكان مطلوبا من الطلبة جميعا ويريدون نقل الحصة الدراسية إلى هذا الفصل وصار عليه تنافس، ونجحنا في هذا المشروع وعالجنا الكثير من الطلبة الضعاف لاننا عندنا مجموعة كبيرة من ابناء العسكريين الذين يكون اولياء امورهم مرتبطين بالعمل العسكري داخل الكويت او خارجها بالعمل العسكري في درع الجزيرة بالمملكة العربية السعودية ولايتسنى لهم متابعة ابنائهم لذا قمنا بهذا الدور وهو فكرة من الجميع ان نكتب في الساحات المدرسية بعض المقررات من اللام الشمسية او القمرية وكل كلمة لا تكون اكثر من ثلاثين سم حتى يراها الطالب من بعيد والتاء المربوطة والتاء المفتوحة والتنوين بالضم والتنوين بالفتح واذا جد الطالب تحسن مستواه نكافئه بأن نعطيه يومين يشتري مجانا من مقصف المدرسة ومن الاشياء التي فعلناها حقيبة الطالب فعندما كنت اذهب الى المدرسة لأعمل فكنت الاحظ الطلبة يتعبون من حمل الحقائب فاخذت احدى الحقائب من احد الطلاب وقمت بوزنها فكانت ما يقارب من 6 كيلوات وذلك لانه يدرس تقريبا اربع مواد يوميا بأربعة كتب واربعة دفاتر فقمت باستشارة بعض الاخوان المدرسين فاقترحنا عمل رفوف في كل فصل يترك فيها الطالب الكتب المدرسية فقط ويتركها باسمه وكنا نضع صورة الطالب ايضا على الرف فحولنا تقريبا اكثر من 25 فصلا من الصف الرابع والصف الثالث فصارت حقيبة الطالب 2 كيلو فقط ومع الاستمرار اصبح بقية الطلبة الذين لم نعمل لهم رفوفاً يتركون حقائبهم بالفصل وعند نهاية الدوام يصعد الفراش ليغلق الفصل ولايفتحه الا بعد طابور الصباح.

التجوال

لقد جلست في منطقة الجهراء تقريبا عشر سنوات كنت اصطحب بعض المدرسين معي فلاح العجمي ومحمد شيحان والاستاذ فارس وذلك لانهم من اهل الجهراء وكنت اخذهم معي وكان هدفي من هذا هو معاوضة النقص في البيوت وكانت مسؤوليتي في منطقة تيماء فلاحظت عدم وجود صناديق للقمامة واغلب المنازل من دون اجراس ولاحظت ايضا عدم صلاحية الابواب فقد كانت مستهلكة فطلبت من المدرسين عمل نشرة وتوزيعها على الطلبة ان انظف واجهة منزل من ناحية الجرس وصناديق القمامة وزرع وخضرة ان وجد فحدث خلال شهرين او ثلاثة في منطقة تيماء الاجراس على الابواب والابواب مصبوغة والزرع موجود في بعض الاحيان كنت اتجول فوجدت بعض الاباء يصبغون الابواب، وطبعت لهم على اكياس الصيدليات وعلى المدارس عبارة ونظافة مدينتنا من نظافتنا مع تحيات مدرسة ابوهريرة، ففعلا المدرسة مركز اجتماعي لاشك في ذلك.

زيارة المريض

لقد علمت الطلاب ايضا شيئا جيدا الا وهو زيارة المريض فكنت اسأل عن الطلبة الغائبين وعن سبب غيابهم فاذا واحد في المستشفى فآخذ من كل فصل طالباً او اثنين وبعض الجوائز الصغيرة مثل الاقلام والحلويات واتصلت بالدكتور عبدالعزيز خلف وكان مدير منطقة الجهراء الصحية واخبرته اني آت واخبرته عن السبب فقال بارك الله فيك واخذنا نزور المرضى وهذا الطالب المريض الذي يرقد بالمستشفى لايفوته الاختبار فبعدما يرجع الى المدرسة يعيد له المدرس اختباره الشفوي ولا يأخذ علامة اقل من علامة الشهر الماضي.

الأشبال

كان الاشبال والكشافة يذهبون مرة كل شهر وانا كناظر مدرسة اذهب معهم لنشارك طلابنا فيغير منا المدرسون المسؤولون عن المدارس الاخرى ويطلبون من نظارهم الخروج بالكشافة والاشبال.

النظافة

اتذكر في عام من الاعوام لم يحضر عمال للنظافة في المدرسة وتقريبا كان في هذا عام 1988 فذهبت للمدرسة صباحا فاذا بها ليست نظيفة فأخذت اولادي وزوجتي والخادمة وبعض المدرسين فتفاجأ المدرسون في الصباح عندما اتوا الى المدرسة ووجدوها نظيفة وتشاء الاقدار ان يحضر الاستاذ راشد سعيد وكان يعمل مراقبا فاستغرب الوضع فسألني كيف هذا فقلت ببركة المدرسين فخرج احد المدرسين وكان محمد عبدالمحسن شيحان واخبره وقال له لا، ان استاذ جاسم هو الذي احضر زوجته وخادمته وفعلوا هذا.

الأزمة

وعندما صارت ازمة المدرسين عندما تعاقدت الوزارة مع مدرسين ولكنهم ذهبوا الى الامارات فحدث نقص ثلاثة مدرسين في مادة اللغة العربية فاخذ احد المشرفين وكان عدد حصص جدوله اثنتي عشرة حصة اتذكر انه اخذ في هذا العام عشرين حصة ومازال العجز مستمرا حيث كان هناك فصل بلا مدرس فاخذته انا واخبرت الاستاذ محمد عقيل المدرس الاول وكان فلسطينياً ان يغير الجدول واخذت انا هذا الفصل واحضرت دفتر تحضير وكنت ادخل الى الفصل للتدريس واتذكر جاءنا الوزير حسن ابراهيم كان وزير التربية وسأل عن عجز المدرسين فاخبرته بما حدث واطلعته على دفتري، وعندما جاء مدرسون بعد شهر اراد الطلاب ان ادرس لهم ايضا.

القيم

كان المدرسون يتمتعون بالحياء والشرف حتى الاجيال التي كانت في خالد بن الوليد وجيل الجهراء حتى اني اتذكر موقفا حدث ان احد المدرسين تأخر عن الطابور والطابور يصعد الى الفصول مع الموسيقى فاستحيا المدرس ان يدخل من باب المدرسة واخذ يدخل من مكان حاوية على سور المدرسة فعلى اثر حيائه في هذا العام اخذ المدرس المثالي في هذا العام

. ا

لحريق

لم تحترق مدرسة «ابوهريرة» من الغزو لقد كنت معتادا على ان اخذ الدروع والكاسات معي الى المنزل وفي هذا العام 1990 شهر مايو تركت كل شيء مكانه ولم اخذه وبعد التحرير جئت المدرسة وانا والمدرسون وعدلنا كل شيء فيها ونظفها وبعدها في الساعة العاشرة مساء اتصل بي حارس المدرسة واخبرني ان المدرسة احترقت فذهبت ووجدت غرفتي صارت رمادا والمخزن وغرفة الوكيل وبعض الفصول.

الدوحة

بعد هذا الحريق بفترة فكرت في التقاعد ولكن الاستاذ خالد العصفور ومحمد الدبيان وخالد الصليهم اخبروني انهم لا يريدوني ان اتقاعد وانهم يريدون ناظرا لمدرسة في الدوحة وعندما دخلت المدرسة لم اجد بها اي شيء لا كراسي ولا مكاتب ولاسبورة كأنها بيت جديد وقالوا لي دبر نفسك واعطاني أ/ خالد العصفور ثلاثة آلاف دينار في ذلك الوقت وبعد عشرة أيام تقريبا وجدوا المدرسة جاهزة وكان ذلك بفضل التعاون بين المدرسين الذين جاءوا ولكن كانت الطامة الكبرى في عدم حضور التلاميذ ولا اولياء الامور ولا اغلب المدرسين وكان هذا من اثار الغزو وطاقم عملي بالجهراء ذهب فقد كان عصري بالجهراء هو العصر الذهبي في حياتي، ولقد عانيت في هذه المدرسة معاناة بالغة فكرت في التقاعد

الديوانية

أول ديوانية في مدارس الكويت كانت ديوانية مدرسة أبي هريرة عام 1983 وأنا الذي قمت بإنشائها وتفتح بالأسبوع مرة أو حسب الوضع حيث نصلي العشاء جماعة في المدرسة وكل اسبوع لنا عمل فيها مرة نستدعي أولياء أمور الطلاب الضعاف في المرحلة الابتدائية ويأتي موجه ومدرس وكيفية علاج الطلاب الضعاف والاسبوع الذي يليه نستدعي مرحلة ثانية والذي نستدعيه أمين المستوصف مع دكتور المستوصف ودور أولياء الأمور في توعية ابنائها عندما يأتون الى المستوصف والاسبوع الذي يليه مدير مركز الاطفاء والذي بعده رئيس مجلس ادارة جمعية الجهراء التعاونية ثم رئيس فرع البنك المتواجد في الجهراء وأتذكر انه كان بنك برقان أتى ومعه محاسب وأذكر اننا يوم كنا نباشر عمل الديوانية زارنا سالم المطوع وكان مسؤولاً بالمرور وسطام الشمري رئيس مخفر الشرطة. الديوانية عبارة عن جلسة يتم فيها لقاء المدرسين مع أولياء الأمور وتبدأ بإلقاء كلمة لي انا وصار هناك تعاون واستجابة لجميع التعليمات والملاحظات.

العلم

وفي ساحة العلم قمنا بحل الكثير من المشاكل اللغة العربية والمواد العلمية التي يدرسونها لكي ترسخ في أذهانهم وفي طابور الصباح يتلى القرآن الكريم بعد السلام الأميري وكان الكل يقول النشيد الوطني والآيات التي تتلى في الطابور من المقرر على الطلاب، وحين يقرأ القرآن تكون القراءة جماعية، ويتم شرح الآيات في الطابور نفسه، وفي الطابور أيضاً يتم التفتيش على النظافة يقوم بها طالب من الصف ولابد أن يأتي كل طالب بمنديل (مصر) وايضاً يتم التفتيش على الشعر ومن شعره طويل تذهب به الى المخزن الذي يتواجد فيه حلاق يأتينا في الاسبوع مرة والذي لا يستجيب نحلق له شعره ومن ضمن الطابور ايضاً اذاعة أخبار منطقة الجهراء التعليمية وأخبار جمعية الجهراء التعاونية والأصناف الجديدة فيها، ويتم الاتصال بضابط المخفر ومعرفة الحوادث التي تمت بسبب الاهمال، فكل الأخبار التي تذيعها عندنا أخبار تربوية تفيد النشء، وقد جاء الاستاذ عبدالعزيز المفرج ومعه مجموعة من المدرسين وكان موجه عام تربية موسيقية وحصلنا على أفضل طابور في المنطقة وحصلنا على شهادة ودرع بذلك.

القبس

بعد التقاعد بعدما كلم د.عبدالمحسن جمال عضو مجلس الأمة السابق لثلاث دورات أبو عبدالله محمد الصقر قال لي تعالى معي في جريدة «القبس» وكان رئيس قسمي حسين عبدالرحمن وأخذ بيدي وايضاً بمساعدة الدكتور أحمد طقشة وفؤاد حلاوي والاستاذ حمزة العليان مازال موجوداً في مركز المعلومات وذلك بالنصائح والارشادات.

مدراس

فتحت الخطوط الجوية الكويتية خط طيران مباشر الكويت مدراس ورشحت مع بعص الصحافيين للقيام بالكتابات الدعوية وبعدها رحلت الى طهران ولاحظوا في الجريدة اني في هذه الصفحات اكتب اشياء جيدة ولاحظ ذلك د. أحمد الطقشة وفؤاد حلاوي وأبو عبداللطيف وليد النصف فجعلوني أسافر كثيراً فسافرت اليمن والامارات بكل اماراتها والبحرين ايضاً والمملكة ووصلت فيها الى أبها وخميس مشيط الى السودا والحبلة ومكة والمدينة والطائف والرياض وتعمقت فيها جداً وأيضاً عمان وكان شريكي في هذه السفرات د. عبدالمحسن جمال.

عبدالمحسن جمال

بدأت علاقتي بعبدالمحسن جمال قبل التخرج منذ عام 1967 وتعرفنا على بعضنا البعض في مسجد النقي بالدسمة وكان في صلاة الفجر وكانت أول سفرة سافرناها سوياً كان عام 1972 وكانت السفرة الى تشيكوسلوفاكيا وقد اشترت لنا والدته كاميرا سينمائية لكي تأخذ صوراً لنا بها، وعندما تعب والدي ورقد في مستشفى الأميري أول ما سألني سألني عن عبدالمحسن فقلت له انه في شهر عسل ونفس الكلمة قالتها أمي، وكان أبي يقول انا ليس عندي ثلاثة أولاد ولكن عندي أربعة حمزة وجاسم وعبدالمحسن وسلمان، وذهبنا معاً الى تشيكسلوفاكيا والى لندن والى القاهرة وظللنا مع بعض الى الآن والآن نسافر في السنة مرتين أو ثلاث مرات مع بعضنا البعض ونحن كل يوم مع بعضنا البعض ونحج معاً ونعتمر معاً. وعندما صار عضواً لم ينشغل عني وفي آخر سنة كان فيها عضواً صار خلل بين أعضاء مكتبه فأخذني مديراً لمكتبه فنحن لا نفترق أبداً ومازلنا الى الآن مع بعض. حتى ان أولاده لا ينادونني إلا بعمي جاسم وهو حينما سافر لدراسة الماجستير أعطاني وكالة صرف المعاش والانتباه لأولاده حتى أولادي عندما يتزوجون لا يشهد على عقودهم إلا عبدالمحسن جمال.

صفحات

لقد حثني د. أحمد الطقشة والاستاذ فؤاد جلاوي وأبو عبداللطيف وليد النصف على عمل لقاءات كبار أهل الكويت وكان أول لقاء مع عقاب الخطيب وكان صعباً وما كان راضياً وبدأت بعمل صفحات من الذاكرة مع كبار السن من أهل الكويت وكنت أضع أنا الاسئلة بالاشتراك مع الاستاذ فؤاد وأبو عبداللطيف كان يساعدني بإحضار تلفونات وأسماء ولم تقتصر اللقاءات على أهل الكويت فقط فقد تنوعت، والمقيمين في الكويت من صار له خمسون سنة وأربعون سنة والذي شجعني أكثر أنهم وضعوا لقاءاتي في أجزاء وأنا الآن أملك فوق 190 لقاء هذا غير المواضيع.

الزواج

عندما ذهبنا الى حولي ذهبنا نحن وأبناء عمي كلنا في بيت واحد وصارت علاقة قوية جداً فتزوجت بنت عمي وصار ابن عمي خال عيالي وابن عمي واخوي تربينا معاً ولعبنا الكرة مع بعضنا البعض.

وطلب مني والدي أن أتزوج بعد التخرج مباشرة فقلت: حاضر ولم يخبرني بالعروس وبعدها قال بنت عمك وكان ذلك عام 1968 وأتذكر المهر كان خمسمئة دينار ورزقني الله بأول مولود محمد الذي مات في حادث سيارة في عام 1999 وعلي مدرس وحسن يدرس في أميركا والبنات عندي ماريا وتعمل بالداخلية في قسم الامداد وغدير تعمل في النفط وزينب تعمل في العدل والحمد لله عندي أحفاد.

  • يقدم كتابه "صفحات من الذاكرة" الى سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح

  • يقدم كتابه "صفحات من الذاكرة" الى سمو ولي الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح

  • 1958

  • 1955

-------------------------------------------

المصدر:

  • جاسم عباس أشكناني في جريدة الراي - 08-10-2010

موقع تراث الكويت

يتمثل تاريخ الشعوب في تاريخ عاداتها و تقاليدها و في معتقداتها التي تتوارثها عبر الأجيال و أيضا في سلوك أفرادها. و هذا التاريخ يشكل الإطارالثقافي و الإجتماعي للمجتمع مما يكسبه مكانه في هذا العالم. لذا يعتمد تاريخ الدولة على خبراتها السابقة مما يكسبها نظره ثاقبة للمستقبل تساعدها على بناء دولة قادرة على مواجهة التحديات من خلال الفهم العميق للتاريخ والثقافة و المجتمع. ومن هنا يحرص هذا الموقع المتواضع على عرض تاريخ الكويت و تراثها من خلال الثقافة المادية التي تتضمن تلك القطع و المقتنيات التي أمتلكها في متحفي الخاص و الثقافة اللامادية بتوفير المصادر و المراجع للجيل الحالي و المختصين.


د / حسن أشكناني

Copyright © 2014 Kuwait Heritage Power by Faisal Ins