متحف اشكناني





البداية

لقد كانت بداياتي مع جمع التحف حينما كنت في السابعة من عمري عندما ارافق والدي في زيارته للأسواق القديمة مثل سوق السلاح والغربللي وسوق السمك والدواوين القديمة واهم المعالم التي تدل على تاريخ الكويت مثل المتشفى الامريكاني والخ. حتى جاء الغزو العراقي وبدات قراءاتي تزداد لمعرفة تاريخ الكويت واثبات انها دولة مستقلة لها سيادة وحاولت من خلال جمع التحف والقطع او ما يسمى بالثقافة المادية باثبات تاريخ الكويت وجهد الآباء والأجداد وتكوين متحف صغير يضم تلك الحياة البسيطة التي تحمل العناء والمشقة وفي نفس الوقت حلاة العيش والذكريات حتى يطلع عليها ابناء جيلي من الشباب.

ومن بعدها توسعت في مرحلة الثانوية والجامعة التي زادتني الخبرة في التعامل مع القطع باعتبار الهواية الدافع الرئيسي للتخصص في قسم التاريخ وهذا زاد احترامي وعشقي للتراث والتاريخ.

ضحكوا بالبداية .. وساندوني بالنهاية

  • بلا شك كونك شاب وهوايتك نوعاً ما تكون غريبة لمجتمعنا الكويتي .. ألم تواجه علامات استغراب واستفهام من قبل الأشخاص الآخرين بالمجتمع ؟

لقد تقبلت التشجيع اولا من اسرتي وكان لهم الفضل الكبير بعد التوفيق من رب العالمين و كان للوالد و الخال عبدالله تقي الأثر الكبيرفي تقديم المعلومات و الخبرة الطويلة و أيضا ماديا بإهدائي قطع تراثية ولكن على مستوى المجتمع والاصدقاء كانت السخرية هي الرسالة التي تلقيتها منهم لانها هواية صعبة جدا ومكلفة مادية وجسديا وتحتاج الى علاقات وسفر وعناء البحث وايضا التخصص ولكن ولله الحمد وقف اصدقائي واخص بالذكر حسن الحرز وعثمان الحليلة واحمد القلاف الذين ساندوني بعد ان كانوا يلقون بالضحك والسخرية ولكن سرعان ما تسارعوا في الوقوف معي باعتبار هذه الهواية مشروع وطني ومهم ولتوصيل روابط الماضي مع الحاضر. وعلى مستوى الكبار والهواة فمنذ اللحظة الأولى كانت لهم الوقفة الجادة معي وحملوني المسؤولية للسير في هذا الطريق باعتباري اصغر شاب كويتي يهتم بالتراث والتحف وكان على رأسهم الخال عبدالله تقي والسيد علي العريان والباحث عادل عبدالمغني والباحث محمد جمال وجاسم المزين واساتذه من الجامعة على رأسهم الدكتور سليمان البدر وعدد كبير من الهواة والمختصين.

  • هل كنت تحصل على تشجيع ودعم من قبل الأشخاص المقربين لك (عائلتك) ؟

بصراحة لولا تشجيع اهلي لما وصلت الى هذا المستوى ، انا شخصيا لم اعاصر تلك الفترة من تاريخ الكويت لذلك لم يكن لدي المعرفة الكافية لجلب القطع والتدقيق وكانت خبرتي مقتصرة فقط في قراءة الكتب لذلك وقف الوالد والوالده حفظهما الله والجدة أم حمزة و الخال مهدي تقي رحمهما الله وجميع الأهل والأصدقاء لامدادي بالمعلومات اللازمة عن كل قطعة وايضا عن العادات والتقاليد الخاصة بأهل الكويت قديما. والان اصبح المتحف هو المكان الذي يتوجه اليه افراد العائلة وكذلك من خارج العائلة للاحتفاظ بمقتننيات ذويهم.

متحف أشكناني للقطع الأثرية

  • ما هي أول وآخر قطعة حصلت عليها ؟

أول قطعة اشتريتها كانت عبارة عن غترة أم دامه أو ما يسمى غترة مبكرة وكانت سنة 1993 أما قبل الغزو فكانت القطع التي حصلت عليها هي خاصة لأفراد عائلتي وعملت ركن صغير لهم ، أما آخر قطعة حصلت قبل 3 أيام عبارة عن مشروب غازي اسمه كوما فروت مع بشتخته موديل 1903 والمعروفة بمسجل توماس إديسون مخترع الكهرباء حيث كان كان يصنع مجموعة من المسجلات (البشتخته) ذات الشكل الاسطواني وقد حصلت على واحده منها.

  • كيف جاءت فكرة افتتاح متحف أشكناني للقطع الأثرية ؟

جاءت الفكرة في البداية من خلال عمل ركن صغير يختص بالقطع المختصه لافراد العائلة ومن ثم جاء التوسع نوعا ما ليشمل القطع الصغيرة مثل غترة ام دامة والخوص والسفرة والملالة والزبيل ومن ثم اقتناء كل ما هو يتعلق بالمنزل الكويتي القديم ومن ثم اصبح هناك توجه لاقتناء القطع من مختلف دول العالم حتى اصبح عدد قطع المتحف مايزيد عن 6000 قطعة واكثر من 32000 الف طابع بريدي من مختلف الدول.

  • ما هي أبرز القطع الموجودة داخل المتحف وما هي مصادرها ؟

من ابرز القطع هو صندوق مبيت وهو صندوق خشبي قديم يستخدم لحفظ الملابس والحلي وقد اجلبه والد جدي من الهند سنة 1928 هدية لزواج جدي وهو كبير الحجم ويمتاز بالنقوش والدبابيس المعدنية وكذلك جوازات السفر من سنة 1932 خاصة لوالدة جدي ، وهناك ايضا اول مشروب غازي دخل الكويت في العشرينات وعرف باسم نامليت ابو تيله، وكذلك قطعة اسمها "حمالة" وهي قطعة من الحديد توضع على الصدر وهي عبارة عن تصريح لحمـّال الجولان لدخول قصر دسمان في العشرينات وعدد من اجهزة الراديو وبشتختة الفنان المصري الراحل يوسف وهبي والذي اقتناه الوالد سنة 1999 من سكرتيره عبدالسلام بكري وايضا عدد من الخزانات الكبيرة والتي يستخدمها التجار لحفظ نقودهم ووثائقهم ومن القطع الجميلة دفتر رخصة دراجة هوائية ومعها رخصة القيادة وهي وثيقة جميلة تدل على سير النظام قديما، وهناك مخطوطة "ألفية ابن مالك" عمرها اكثر من 400 سنة ومجلات وصحف واكثر من 100 اسطوانة قديمة وملابس شعبية وادوات الزينة والمطبخ وعملات معدنية وورقية وسجاد عجمي. وكانت مصدر تلك مختلفة اما من الكويت او السعودية ، البحرين ، دبي ، الهند ، روسيا، ايران، سوريا، لبنان ، تركيا ، فرنسا، امريكا ، المكسيك، ايطاليا، السنغال، كينيا، سلطنة عمان واليمن.

  • هل توجد آلية معينة إذا كان هناك زوار يرغبون في زيارة المتحف ؟

حرصت منذ اللحظة الأولى ان يكون المتحف مفتوحا للجميع وفي جميع الاوقات والايام التي اتواجد بها داخل البلاد وانا احرص بكل شده على تواجدي حيث يقوم الزائر بمشاهدة حياة الكويت القديمة والتعرف على بساطتها ومرارة التعب والجهد من خلال التعرف على تلك المواد والتحف الجميلة.

  • ألا توجد فكرة مستقبلية لتوسعة المتحف وتغيير مكانه مستقبلاً ؟

لله الحمد كل يوم والمتحف يزداد في قطعه وهذا لاشك يحتاج الى مكان جديد وقد كان في السابق عبارة عن غرفة والان اصبحت غرفتين وكان حلمي هو انشاء بيت بأكمله ليحمل تاريخ بلدي العزيز وتراث اهلي واجدادي من اهل الكويت الاوفياء.

تكريم الآباء والأجداد

  • ما هو الهدف الذي تنوي الوصول إليه من خلال هواية جمع الآثار ؟

هدفي الأساسي هو كشف اللطام عن تلك الفترة الساحقة التي لم نعاصرها ونقدمها بصورة حية للجيل التالي ليتعرف على تاريخ بلده وأيضا على تراث العالم ليس فقط من خلال قراءة الكتب ولكن أيضاً من خلال المواد الملموسة التي تحتويها المتحف. وهذه الهواية تعزز انتمائنا لبلدنا العزيز والتي تكشف لنا مدى عراقة تاريخها وحيويتها في تلك الفترة حيث نتعرف على علاقاتها الثقافية ونشاطها التجاري مع مختلف دول العالم.

  • ما هي الأمور التي ساعدتك على تنمية و(تكملة) المشوار في مجال جمع القطع الأثرية ؟

حسب وجهة نظري كشاب كويتي نلمس إلى الدعم الكامل سواء المادي أو المعنوي لتنمية الموهبة ومواصلة جمع القطع التي تعكس تاريخ بلدي الكويت وبما أني خطوت إلى تلك الهواية تكريما لآبائنا وأجدادنا إلا أننا نريد أن نسمع صوتا من المسؤولين والجهات الحكومية والأهلية لتبني جهود الشباب من خلال دعمهم في إقامة المعارض سواء داخل أو خارج الكويت وكذلك إقامة جمعية نفع عام الذي يزيدنا معرفة بالأشخاص المهتمين وتزيدني شخصيا باكتساب خبرتهم العريقة في هذا المجال وكذلك التعرف على اناس من خارج البلاد والمشاركة في المؤتمرات والمعارض.

  • ألم يسبق لك أن شاركت بعرض مقتنياتك في أحد المعارض السابقة ؟

نعم لقد شاركت في معارض عدة وكانت مهمة جدا حيث عرفت المجتمع الكويتي على هذا الشاب الصغير وكان اولها سنة 2001 حين كان عمري 18 سنة وكان بمناسبة الكويت عاصمة الثقافة العربية ومعرض المعسكر الامريكي ومعرض المقنيات القديمة بالتعاون مع جمعية المرشدات وكذلك معرض مشترك مع جمعية الكويتية للادخار ومعارض عديدة مع مدارس البنات والبنين خصوصا في المناسبات الوطنية.

و من خلال هذا المتحف المتواضع أجدد دعوتي لشباب الوطن للحفاظ على تاريخ و تراث بلدنا الكويت ردا للجميل و تكريما لآبائنا و أجدادنا.

  • البداية سنة 1986 م

  • ثم سنة 1989

  • سنة 1989 م

  • وفي سنة 1990 عبارة عن عريش

  • ثم سنة 1989

  • واستمر حتى 2003

  • الانتقال إلى متحف سنة 2003 ويضم أكثر من 1000 قطعة

  • وفي 2004 أضيف للمتحف غرفة أخرى تضم المخطوطات والأواني والملابس الشعبية

...............

موقع تراث الكويت

يتمثل تاريخ الشعوب في تاريخ عاداتها و تقاليدها و في معتقداتها التي تتوارثها عبر الأجيال و أيضا في سلوك أفرادها. و هذا التاريخ يشكل الإطارالثقافي و الإجتماعي للمجتمع مما يكسبه مكانه في هذا العالم. لذا يعتمد تاريخ الدولة على خبراتها السابقة مما يكسبها نظره ثاقبة للمستقبل تساعدها على بناء دولة قادرة على مواجهة التحديات من خلال الفهم العميق للتاريخ والثقافة و المجتمع. ومن هنا يحرص هذا الموقع المتواضع على عرض تاريخ الكويت و تراثها من خلال الثقافة المادية التي تتضمن تلك القطع و المقتنيات التي أمتلكها في متحفي الخاص و الثقافة اللامادية بتوفير المصادر و المراجع للجيل الحالي و المختصين.


د / حسن أشكناني

Copyright © 2014 Kuwait Heritage Power by Faisal Ins